الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
والدليل على المحذوف إما حالي، كقولك: "إذا نظرت في الكتاب: هذا عمرو وإنما المعنى: هذا اسم عمرو، وهذا ذكر عمرو" (1)، وإما مقالي سياقي، كعود الضمير على المضاف المحذوف مؤنثا أو مذكرا، ومفردا أو مجموعا، والمضاف إليه القائم مقام المضاف المحذوف بخلاف ذلك، كقوله تعالى: {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج} (2) والتقدير: كذي ظلمات، بدليل عود الضمير المذكر عليه في (يغشاه)، وإما صناعي، كأن يكون المنعوت نكرة والنعت معرفة نحو: له صوت صوت الحمار على ما أجازه الخليل (3) والتقدير: مثل صوت الحمار، ليصح وصف النكرة بمثلها.وقد ذكر ابن عبد السلام تسعة أنواع من أدلة نزع المضاف، نوجزها في الآتي (4):أولها: ما يدل العقل على حذفه والمقصود الأظهر على تعيينه، كقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم} (5) أي: نكاح أمهاتكم.ثانيها: ما يدل عليه العقل بمجرده، ومثل له على طريقة الخلف في تأويل الصفات (6) بـ {وجاء ربك} (7) أي: أمره.ثالثها: ما يدل عليه الوقوع، كقوله تعالى: {وما أفاء الله على رسوله منهم} (8) أي: من أموالهم ويدل على هذا المحذوف أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يملك رقاب بني النضير ولم يكونوا من جملة الفيء وأن الذي أفاء الله عليهم إنما كان أموالهم.- - - - - - - - - -(1) كتاب سيبويه: 3 /269.(2) النور: 40.(3) ينظر: كتاب سيبويه: 1 /361.(4) ينظر: الإشارة إلى الإيجاز: 3- 9. وينظر كذلك: البرهان: 3 /123- 126، والكليات: 385، 617 ودراسات لأسلوب القرآن الكريم: ق 3 / ج 3 / 391.(5) النساء: 23.(6) ينظر: دراسات لأسلوب القرآن الكريم: ق 3 / ج 3 / 391، وهذا البحث: 275.(7) الفجر: 22.(8) الحشر: 6.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 402- مجلد رقم: 1
|